إن الطبيعة التعددية للمجتمع الإسرائيلي تنعكس على إطار الجهاز التعليمي. وعلى هذا فقد تم تقسيم المدارس إلى أربع مجموعات: مدارس رسمية يدرس فيها غالبية التلاميذ، مدارس رسمية دينية ترتكز على الدراسات اليهودية والتقاليد والطقوس الدينية، المدارس العربية والدرزية حيث يتم التعليم  باللغة العربية مع التشديد على تاريخ العرب والدروز والديانة والحضارة، والمدارس الخاصة التي تعمل تحت إشراف هيئات دينية دولية مختلفة.

في السنوات الأخيرة ازداد اهتمام أولياء أمور الطلبة بالإتجاه الثقافي لأولادهم، وتم نتيجة لذلك تأسيس عدد من المدارس الجديدة التي تعكس فلسفات ومعتقدات تخصّ مجموعات معينة من أولياء الأمور والمربين.

مدرسة خاصة تابعة للتيار اليهودي المتزمت. التصوير: GPO أ. بن غيرشوم

تكرس معظم الساعات الدراسية اليومية للتعليم الأكاديمي الإلزامي. ومع أن المواضيع التي يجب تدريسها لا تختلف بين مدرسة وأخرى، فإن وزارة التربية تمنح لكل مدرسة حرية اختيار مواد دراسية مختلفة  ووحدات للمنهاج الدراسي بحيث تلائم هيئة التدريس وجمهور الطلبة. ويتم كل سنة اختيار موضوع ذي أهمية قومية لدراسته دراسة عميقة بهدف تعميق الفهم والوعي الإجتماعي للطلبة. ومن بين المواضيع التي أختيرت لتدرس دراسة عميقة حتى الآن – القيم الديمقراطية، اللغة العبرية، استيعاب القادمين الجدد، اورشليم القدس، السلام، الصناعة.

توفر معظم المدارس الثانوية مناهج تعليمية في العلوم وفي العلوم الإنسانية تهيئ الطالب للحصول على شهادة الدراسة الثانوية ولمواصلة التحصيل في معاهد التعليم العالي.

وتقوم بعض المدارس الثانوية بتوفير مناهج تخصصية تؤهل الطالب للحصول على دبلوم في فروع مهنية مختلفة – إلى جانب شهادة الدراسة الثانوية أو بدلاً منها. فالمدارس التكنولوجية تؤهل الطلبة ليصبحوا فنيين أو مهندسين مهنيين على مستويات ثلاثة: فبعضهم يستطيع مواصلة التحصيل في المعاهد العليا، وبعضهم يحصل على دبلوم مهني، في حين يكتسب آخرون مهارات عملية. المدارس الزراعية هي عادة مدارس داخلية تتيح دراسات أساسية إضافية في المواضيع المتعلقة بالعلوم الزراعية. أما المدارس العسكرية الإعدادية فهي تعمل في إطارين مختلفين: القيام بتأهيل جنود للخدمة الدائمة في جيش الدفاع الاسرائيلي والقيام بتاهيل فنيين في مجالات معينة يحتاج إليها جيش الدفاع. وكل من هذين الإطارين هو مدرسة داخلية – ويتم استقبال بنين فقط للاطار الاول، أما الاطار الثاني فيمكن للبنات الاندماج فيه. المدارس الدينية العليا، ومعظمها مدارس داخلية منفردة  للبنين وللبنات، تشمل مناهج موسعة في الدراسات الدينية إلى جانب التعليم العلماني، وتؤكد على الحفاظ على تعاليم الدين والتقاليد وعلى طريقة الحياة اليهودية. وهناك مدارس ذات نمط شمولي، وهي توفر إمكانيات الدراسة في مهن متعددة مثل المحاسبة ومختلف فروع العمل في الفنادق، والتصميم الطباعي والإلكترونيات والمهن الميكانيكية، وغيرها.
 يخضع أبناء الشبيبة الذين لا ينتمون إلى أي من المدارس المذكورة لقانون التدريب المهني الذي يلزمهم بالدراسة  في مدرسة مهنية معترف بها. وتقوم وزارة العمل بتوفير برامج التدريب المهني في مدارس تنتمي إلى شبكات مهنية مختلفة. وتستغرق الدراسة في هذه المدارس ثلاث أو أربع سنوات، وتتكون من سنتين من الدراسة في صفوف مدرسية، تليها سنة أو سنتان يتعلم فيها الطالب ثلاثة أيام في الأسبوع، وفي بقية الأيام يعمل في المهنة التي إختارها. ومن بين المهن التي يمكن تعلمها في هذه المدارس الحلاقة وتصفيف الشعر، الطهي، الميكانيك، والعمل بالحاسوب.

يشترك الأولاد الموهوبون المصنفون في أعلى 3% من صفوفهم، والذين اجتازوا بنجاح امتحانات الكفاءة، في برامج لتعميق معلوماتهم في إطار دورات إضافية أو في إطار مدارس خاصة بهم. والصف المخصص للموهوبين يمتاز بمستوى الطلبة وبمستوى الدراسة بحيث لا يقتصر على توفير المعلومات والفهم، بل يشمل أيضاً تطبيق المفاهيم التي تم اكتسابها على فروع أخرى. فالأولاد المشتركون في مثل هذه البرامج يتعلمون البحث والسيطرة على مواد جديدة بصورة مستقلة.

تُخَصَّص للأولاد المعاقين جسدياً أو عقلياً، وللأولاد الذين يعانون صعوبات التعليم أطر تتلاءم مع طبيعة العاهة التي يعانون منها، بهدف مساعدتهم على الإندماج في المجتمع وفي مجال العمل بقدر المستطاع. وهكذا فإن بعضهم يتلقون الرعاية في أطر خاصة، في حين يداوم البعض الآخر مدارس عادية. حيث يتم في بعض الأحيان تشكيل مجموعة منفردة  لهم، وفي أحيان أخرى يتم دمجهم في الصفوف العادية مع تخصيص ساعات إرشاد ورعاية خاصة بهم. وتقع مسؤولية وضع البرامج التعليمية للمعاقين على عاتق طواقم العناية الصحية وخبراء النفس والعاملين الإجتماعيين وخبراء في مجال التعليم الخاص، إلى جانب عائلة الطفل واطر اجتماعية مساعدة مختلفة. ويتم تحديد مدى أحقية الطفل في الإندماج في برامج تعليمية خاصة للمعاقين – وهي مجانية اعتبارًا من سن الثلاث وحتى سن الواحد والعشرين ، بواسطة لجنة تم تشكيلها  بموجب القانون، وتقوم وزارة التربية والتعليم بتعيين اعضائها.

وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة عن مناهج الدراسة، المحافظة على المستوى التعليمي، الإشراف على كادر العاملين في مجال التعليم، وإقامة المدارس. أما السلطات المحلية فهي المسؤولة عن صيانة المباني المدرسية واقتناء الأدوات اللازمة للمدارس. وينتمي الكادر التعليمي في رياض الأطفال وفي المدارس الإبتدائية إلى وزارة التربية والتعليم في حين يعتبر  الكادر التعليمي في الصفوف العالية تابعًا للسلطات المحلية. وتقوم وزارة التربية والتعليم بتمويل نفقات السلطات  في هذا المجال ، بناءً على عدد الطلبة في كل مدرسة. وتموّل الحكومة والسلطات المحلية 80% من نفقات التعليم، في حين تتم تغطية البقية بواسطة مصادر أخرى.