إسرائيل تمد يدها إلى الشعب السوري في محنته
  • Press Releases

إسرائيل تمد يدها إلى الشعب السوري في محنته

  •  
     
    بقلم: رون بروسأور, سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة
    دولة إسرائيل تتابع بقلق منذ فترة طويلة المجزرة التي تحدث في سوريا. إن الأحداث في سوريا هي مأساة إنسانية بمقياس دولي علما بأن أكثر من 16 ألف مواطن سوري قد قتلوا خلال ال -15 شهرا الماضية فيما لاذ بالفرار من الرعب مئات الألوف من المواطنين الآخرين حيث شردوا من منازلهم وفقدوا أملاكهم خلال البحث عن مأوى وملجأ وأصبحوا لاجئين ونازحين.
     
    معاناة وألم المواطنين في كل من حمص ودمشق وحلب ودرعا إنما تقطعان نياط قلب كل كائن بشري. ومقتل العديد من النساء والرجال والأطفال الأبرياء في سوريا ليس نتيجة كارثة طبيعية أو قضاء وقدرا. بل هؤلاء ذهبوا ضحايا ديكتاتورية الأسد الدموية القاسية. لقد فقد الأسد الشرعية الأخلاقية ليحكم شعبه وذلك منذ زمن طويل.
     
    إن منظمة الأمم المتحدة التي تم إنشاؤها على أنقاض الحرب العالمية الثانية بهدف ضمان السلام والأمن في العالم – تخلّ بواجباتها الوظيفية وتثبت عجزها عن أداء مهامها. وتدل المشاهد القاسية من سوريا على فشل الأسرة الدولية التي ليس بوسعها الدفاع عن مواطني سوريا بوجه الطاغية الدموي – الأسد. وتبقى الأسرة الدولية, رغم الفظاعة, صامتة ومشلولة في الوقت الذي تدفع فيه العديد من الدول ضريبة كلامية مقابل ضرورة حماية مواطني سوريا. علما بأنه لم يتم عمل سوى القليل بغية ضمان سلامتهم وحياتهم وكرامتهم.
     
    لقد آن الأوان وحان الوقت لأن تبدي الأسرة الدولية مسؤولية أخلاقية وتعمل ما يتوجب عليها.
    كل يوم يمضي يوقع ضحايا تذهب دماؤهم سدى ويزيد من معاناة الشعب السوري. إن مطلب الساعة والأخلاقيات – إنهاء إراقة الدماء في سوريا. صور النساء والأطفال المذعورين والعزل في شوارع بابا عمرو وحمص – يجب أن تترسخ في ذهن كل واحد وواحدة منا. ويتعين على الأسرة الدولية العمل فورا لوقف قتل الأبرياء الممنهج.
     
    إن الأسد ليس الوحيد الذي تتلطخ يداه بالدماء السورية – حيث تشكل إيران وحزب الله جزءا لا يتجزأ من آلته القاتلة الوحشية ويساعدانه على قتل أبناء شعبه بشكل أكثر فعالية. فهؤلاء يشكلون معا "مثلث الشر" الذي لم يترك وسيلة إلا واستعملها, مع الدوس على آمال الشعب السوري وأحلامه.
    كما تقوم إيران وحزب الله بتزويد الأسد بأسلحة وذخائر ومعدات لوجستية ومعلومات استخبارية
    وقواعد تدريبية والخ. كما يساهمان في قمع المعارضة والشعب الأعزل في سورية بصورة وحشية وسيعملان كل ما في وسعهما على إبقاء الأسد في الحكم, مهما كان الثمن البشري.
     
    إن الشعب السوري هو ضحية "مثلث الشر", غير أن الخطر أوسع  ويطال جميع شعوب الشرق الأوسط. إيران وسوريا وحزب الله هي "عملاء إرهاب" تحرّكهم أيديولوجية متطرفة ورغبة في دفع الفوضى وعدم الاستقرار, ويظلون يشكلون خطرا واضحا وفعليا لا سيما في الفترة التي يمر فيها الشرق الأوسط بخضة وعملية تغيير.
     
    ويخيم فوق كل ذلك التهديد باللجوء إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين.
    التفوهات التي تدلي بها جهات في سوريا حول النية في استخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية, والتحركات التي تم رصدها في مخزونات هذه الأسلحة والتأريخ الدموي في الشرق الأوسط – إنما تدل على أن الحديث يدور عن خطر واضح وفعلي. فيجب على الأسرة الدولية مواصلة التوضيح للأسد  بأن نقل أسلحة كيماوية لعناصر إرهابية أو استخدامها إنما هي خطوط حمراء لا يجوز له تخطيها.
     
    مهما كان المكان الذي تأتي منه, وأيا كانت مواقفك السياسية وديانتك, لا يمكن أن يظل المرء في موقف اللامبالاة وعدم الاكتراث حيال الفظاعة المستمرة. إننا نتضامن مع معاناة وألم الشعب السوري في هذه الفترة العصيبة, ونمد يدنا ونعرض مساعدات إنسانية وأغذية وأدوية.
    إن الحق الأساسي لكل إنسان في  العيش بحرية وأمان يستحقه أيضا الشعب السوري الذي يناضل اليوم على حياته ومستقبله. إن توق الشعب السوري إلى الحرية والديمقراطية لن تقهره قوى القمع والحرب.
     
     
  •