مراسم إحياء ذكرى مرور 75 عاماً على ترحيل يهود فرنسا إلى معسكرات الإبادة

مراسم إحياء ذكرى ترحيل يهود فرنسا لمعسكرات الإبادة

  • icon_zoom.png
    رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. تصوير: حاييم زاك، مكتب الصحافة الحكومي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. تصوير: حاييم زاك، مكتب الصحافة الحكومي
     
     
    شارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقرينته إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتلبيةً لدعوته، في مراسم إحياء ذكرى مرور 75 عاماً على ترحيل يهود فرنسا إلى معسكرات الإبادة إبان المحرقة النازية.
    كما حضر المراسم المئات من الضيوف المدعوين والناجين من المحرقة النازية.
    ومن بين المشاركين كان السيد نؤاخ كليغير وقرينته اللذين حضرا المراسم تلبيةً لدعوة خاصة وجهّت إليهما من رئيس الوزراء نتنياهو.
    وكليغير الذي يبلغ من عمره 92 عاماً ناجٍ من المحرقة النازية وُلد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
    فيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء نتنياهو التي ألقاها خلال المراسم:
    [باللغة الفرنسية:]
    "يا سيادة الرئيس، إنني لست بمن يتقن اللغة الفرنسية ولكني أود، وهنا في باريس بالذات، البدء بعدة كلمات مأخوذة من لغتكم. إن اللغة الفرنسية كانت أيضاً لغة آلاف اليهود ممن نحيي ذكراهم هنا هذا اليوم في "فيل دو إيف".
    تشكل هذه الدعوة إلى إحياء الذكرى معاً، ويداً بيد، بادرة قوية. إنها شهادة ودليل على الصداقة العريقة والعميقة التي تربط الفرنسيين بالإسرائيليين. فدعني أوجّه كلمة شكر من صميم قلبي إليك يا سيادة الرئيس وإلى فرنسا وإلى الشعب الفرنسي.
    [متحولاً إلى اللغة الإنجليزية:]
    وهنا تأتي حصتي في الفرنسية لهذا اليوم إلى نهايتها.
    يا سيادة الرئيس، صديقي إيمانويل ماكرون، وجميع الأشخاص الكرام الذين تجمعوا هنا بمن فيهم رئيس بلدية باريس وسفراءنا وزعماء الجالية اليهودية والشاهدين وكل مع بذل جهوداً ضخمة ليكون شاهداً. أود أن أشكركم على دعوتي للانضمام إليكم اليوم بمناسبة إحياء ذكرى اليهود ممن تم إرسالهم من هذا المكان بالذات إلى معسكرات الموت.
    وقد وردت إلى مسامعنا الشهادات المروعة والتي تمزّق القلوب عن الأشخاص الذين تحولوا إلى دخان وغبار المحارق، الذين يبلغ عددهم 4000 شخص، بمن فيهم الأطفال. للوقوف على حجم الكارثة وعلى الذي حدث في مثل هذا اليوم في وسط باريس عليكم أن تحاوِلوا ضعف كل ذلك بـ 400، أي 400 ضعف باريس، وهكذا ستدركون الحجم الهائل لإبادة يهود أوروبا وإبادة أطفالنا.
    لقد جئت لهنا اليوم من أورشليم، التي هو عاصمة الشعب اليهودي والدولة اليهودية الأبدية. جئت لهنا لكي أطأطئ رأسي بمناسبة إحياء ذكرى إخوتنا وأخواتنا الذين تم قتلهم لمجرد كونهم يهوداً. وجئت لهنا لأبكي معكم فقدان المتوفين. فقرينتي سارا الموجودة معنا هنا فقدت كل أفراد أسرتها أثناء المحرقة النازية. وجئنا جميعاً إلى هنا لنبكي فقدان المتوفين وفي الآن ذاته للإعلان بصوت واضح: إن شعب إسرائيل حي!
    فهذا المكان الذي يسمى مدينة الأنوار كان محاطاً بظلام دامس قبل 75 عاماً جراء ما فعله النازيون ومناصريهم في فرنسا – ونحن نعتز بجاك شيراك والرؤساء الفرنسيين المتعاقبين على قولهم الحقيقة – من تحطيم حياة آلاف اليهود الفرنسيين، حينما كان يبدو أن قيم الثورة الفرنسية – الحرية والمساواة والأخوة تم سحقها بوحشية تحت وطأة اللاسامية. وبالرغم من ذلك، تجدر الإشارة، كما سمعناه في وقت سابق من هذا اليوم، إلى أنه ليس كل شيء كان أسود.
    باسم دولة إسرائيل، وباسم الشعب اليهودي، أحيي الفرنسيين النبلاء الذين ساهموا في إنفاذ إخوانهم اليهود معرّضين أنفسهم وحياتهم لخطر شديد. إننا نذكر دائماً باعتزاز بالغ وإعجاب هؤلاء المواطنين الشجعان في أماكن مثل شامبون سور لينيون الذين أنقذوا حياة الآلاف من اليهود. إنها بطولة من جنس خاص. ولدينا في إسرائيل المعرفة بأنواع مختلفة من أعمال البطولة، مثلما تعرفونها أنتم هنا في فرنسا. أما هذه الحالة فنحن بصدد بطولة من جنس آخر. هناك البطولة في ساحة القتال، التي ترتبط بالتضحية بالحياة في سبيل إنقاذ الآخرين. ولكن بطولة هؤلاء الأشخاص الذين أنقذوا اليهود كانت مرتبطة بتعريض حياة عائلاتهم وأطفالهم ونسائهم والأزواج لخطر الإعدام.
    لن ننسى أبداً أولئك الأشخاص الرائعين، الصالحين بين الأمم. فهم زوّدونا بخارطة وبوصلة ترسمان طريق البشرية المستقبلية.
    وبعد الحرب العالمية الثانية الرهيبة أعادت فرنسا بناء نفسها وأصبحت ديمقراطية مزدهرة وناجحة في مجال تنظيم المشاريع الجديدة والثقافة. وهذا ما فعله اليهود الفرنسيون أيضاً التي رمزت سيمون فايل بالنسبة للعديد منهم تلك النهضة المشتركة. لقد حملت سيمون الرقم 78651 على ذراعها باعتباره رمزاً وتذكيراً دائماً لما حل بها من معاناة في محتشديْ أوشفيتس وبيرغن بيلزن. وببلوغها منصب وزيرة في الحكومات الفرنسية ورئيسة البرمان الأوروبي، انتصرت فايل على مضطهديها. والشي نفسه ينطبق على فالشعب اليهودي برمته.
    فمن الأنقاض والخراب، أقمنا الدولة اليهودية، وتشكل قوة دولة إسرائيل الكفالة المؤكدة الوحيدة لضمان عدم تكرار محرقة بحق الشعب اليهودي أبداً. فلن نسمح بتكرار ذلك أبداً.
    يا سيادة الرئيس، صديقي،
    لقد جئنا لهنا مع الناجين من حملات الاضطهاد تلك، مثل نؤاخ كليغير الذي يبلغ أكثر من 90 عاماً من عمره ويجلس هنا على كرسي متحرك، وهو موجود هنا لأننا استخلصنا العبرة الخالدة التي تقول إن ظواهر التمييز والاضطهاد ربما تبدأ عند اليهود ولكنها لا تتوقف عند هذا الحد أبداً.
    ففي الفترة الأخيرة نشاهد صعود القوى المتعصبة التي لا تسعى إلى القضاء على اليهود وبالطبع على الدولة اليهودية فحسب وإنما تلتمس القضاء على كل من يقف في طريقها سواء إن كانوا يهوداً، مسيحيين أو مسلمين الذين يعانون وبشدة من وحشيتها.
    يا سيادة الرئيس،
    قبل يومين قلتَ في مدينة نيس إنها حرب الحضارات، وأنا أشاطرك الرأي تماماً.
    فالإسلام المتشدد يلتمس هلاك حضارتنا المشتركة – إن المتشددين من الشيعة بقيادة إيران والمتشددين من السنة بقيادة داعش يسعون على حد سواء إلى هلاكنا. وهم يبتغون تدمير القارة الأوروبية.
    إن هذا الأمر بديهي بالنسبة لكل من يسمع خطابهم والذي يروّجون له، والذي يعلّمونه أتباعهم وأطفالهم.
    إنهم يشعرون بأنه يلقى على عاتقهم واجب إخضاع، قهر، استعباد وفي نهاية المطاف القضاء على الحضارة الأوروبية. وإسرائيل هي فقط الهدف الغربي الأول الذي يقف في طريقهم. إن الإسلاميين المتشددين لا يكرهون الغرب بسبب إسرائيل، فالعكس هو الصحيح. إنهم يكرهون إسرائيل بسبب الغرب، ولأنهم يعتبرون، ولديهم الحق في ذلك، إسرائيل الموقع الأمامي لقيمنا المشتركة – الحرية، الإنسانية، الديمقراطية.
    إنهم يحاولون القضاء علينا ولكنهم يحاولون القضاء عليكم أيضاً، ففرنسا فوة عظمى رائدة عالمياً، وديمقراطية رائدة، ولذلك لم يفوتوها أيضاً. ففي نيس وباريس وغيرها من الأماكن حصد الإرهاب الهمجي بكل وحشية أرواح المواطنين الفرنسيين. إنهم هاجموا كذلك اليهود الفرنسيين في تولوز، في سوبر ماركت كوشير هنا في باريس كما قتلوا مؤخراً سارا حاليمي رحمها الله.
    يا سيادة الرئيس،
    إنك تقف شامخاً وأبياً متصدياً لآفة الإرهاب. إنك تستنكر بوضوح اللاسامية وتحارب ضدها كما أنك تحارب ضد التشدد الذي يسعى إلى تخريب عالمنا.
    لقد تأثرت كثيراً بحقيقة قيامك بأول زيارة لك خارج فرنسا في مالي، حيث تحاول تلك الآفة السرطانية ذاتها النخر في صميم قلب القارة الإفريقية ثم الانتشار إلى أماكن أخرى.
    يا سيادة الرئيس،
    إن نضالك نضالنا. فمتعصبو الإسلام المتطرف الذين يسعون لتدميرك، يسعون لتدميرنا أيضاً. وبالتالي علينا التصدي لهم معاً. علينا التصدي لهم أقوية ومعاً وعلينا دحرهم معاً، إحياءً للذكرى المقدسة لهؤلاء الذين أبيدوا هنا، وفي سبيل الأجيال القادمة. فلنذكر الماضي ونضمن المستقبل".​