مهرجان العود يحتفل بعقده الأول في "تسافتا" في تل ابيب مركز الثقل في الثقافة الغربية الاسرائيلية

مهرجان العود يحتفل بعقده الأول

  •   في "تسافتا" في تل ابيب مركز الثقل في الثقافة الغربية الاسرائيلية
  •    
    المدير الفني: مهرجان العود هو حوار ثقافي بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، بين المنتجين والجمهور يتخطى السياسة.
     
  • icon_zoom.png
    فركة موسيقية إسرائيلية عربية في مهرجان العود الدولي فركة موسيقية إسرائيلية عربية في مهرجان العود الدولي
    فرقة موسيقية إسرائيلية عربية في مهرجان العود الدولي
     
    بقلم: هيام البغدادي
     
    ينطلق هذا المهرجان بثوبه المزركش، في رحلة تقطع مسافات طويلة على خارطة العود مارة باسبانيا، تركيا، مصر، الاردن، اليمن، فلسطين واسرائيل احتفاء بالذكرى العاشرة لولادة هذا المولود. ففي نشأته كان صغيرا يقام في قاعات صغيره ويؤمه الكبار في السن من اولئك الذين شردتهم الحروب بعد الحرب العالمية الثانية من اوطانهم في الدول العربية. يقول منتج الحفل والمدير الفني للمهرجان ايلي غرينفلد في حوار خاص معه : اشد العوامل تحفيزا لذلك الجمهور هو الحنين الى تلك اللحظات التي تذكره بمسقط رأسه ، بيته الذي ولد وترعرع فيه، لحظات تدغدغ ذكريات جميلة من حياة ملؤها البراءة والسذاجة."
     
    ولا شك ان المهرجان قطع شوطا كبيرا من النجاح الذي سطًره خلال هذا العقد من حيث ازدياد عدد المعجبين الذين يتابعونه ووصوله الى الالاف ومن حيث حجم الصالات التي تستضيفه بصورة آنية ، فضلا عن الفضاء الموسيقي الثري من جميع العصور والحضارات: من كوكبة الشرق الازلية ام كلثوم الى الفنانة العربية الاسرائيلية ميري عوض. ويلاحظ ان عشاق الفن كسروا طوق الحضور في القاعات ليتعداه الى العالم الافتراضي الجديد على الفيسبوك واليوتيوب من ناحية بالاضافة الى التمسك بالعالم القديم عن طريق الراديو الذي يستضيف الفنانين.
     
    واهم ما يميز هذا المهرجان تطوير برامج موسيقية وغنائية خاصة، الامر الذي جعل كل فنان يتطلع الى تقديم عرض على المسرح باعتباره قاعدة انطلاق للتجديد والابتكار. ويضرب غرينفلد مثلا على ذلك انسامبل "نعم" وهو انسامبل عربي يهودي من اورشليم القدس، الذي سيقدم عرضا مميزا يستضيف فيه الفنانة المحبوبة ميرا عوض. وستنشد عوض من اغانيها الاصيلة التي كتبت كلماتها بنفسها الى جانب حفيد مناحيم بيغن الذي سيطل على الجمهور لطرح خواطر مميزة للتعايش في هذه الرقعة من العالم فينما يتم عزف موسيقى الاتية كتبت خصيصا للعرض.
     
    ويضيف غرينفيلد: ان الجمهور الاسرائيلي اليوم كما هو الوضع لدى الجانب الفلسطيني هو من الجيل الثالث- بعد ان شهد طفرة تخطى فيها الجيل الثاني- يحمل حب الموسيقى في جيناته وهذه الحبيبة تعتلي المسرح لتروي ظمأ ثقافيا يتشاطره الحضور ".
     
    في نهاية المطاف يقول المدير الفني "ان الفنانين والحضور هم عملة واحدة ذات وجهين يسعون للحوار الثقافي. واجمل ما في هذا المهرجان ان هذا الوقع الثقافي الجديد يشد اليه تواصل عربي يهودي في بيئة متشابهة تتخطى ألسياسة".
     
    وقبل ان ننهي الحوار طلبنا الى غرينفلد ان يكشف لنا عن السر وراء نشاطاته الفنية في مجال الموسيقى العربية سيما وان جذوره دينية وغربية فيأتي الرد مفاجئا للغاية: " في حرب لبنان الاولي كنت مضمدا في الاحتياط والمشاهد المروعة التي رأيتها حدت ابي الى نذر نذر ان اسعى بكل ما اوتيت الى اضفاء الميزات الانسانية لصورة العدو اذا خرجت من الحرب حيا." ويروي لنا غرينفلد انه كان من الطبيعي ان يفي بنذره بعد ان تحققت امنيتيه في العيش من خلال عمله الفني كمنتج ومدير فني للموسيقى الاسرائيلية والغربية." في البداية انصب اهتمامي على موسيقى ام كلثوم والموسيقى المغربية وكنت اول من استضاف الفنانة المغربية سابو التي تغني لأم كلثوم وتتلو ترجمة اغانيها بالفرنسية في اسرائيل".
     
    ومما لاشك فيه ان هذا المهرجان الذي يستمر احد عشر يوما، مستضيفا جوقة الناصرة وفرق موسيقية في اسلوب الجاز وموسيقى أصيلة، اصبح من سمات المشهد الثقافي الاسرائيلي.
     
    في الكليب: الجوقة الموسيقية العربية اليهودية تؤدي احدى المقطوعات الموسيقية في مهرجان العود الدولي في اورشليم
     
     
  •