شغل شمير منصب رئيس الوزراء في الفترة 1983-1984 و 1986-1992 كما شغل منصب وزير الخارجية في الفترة ما بين 1980-1986
وزير الخارجية ايفيت ليبرمان يقول:" كان يتسحاق شمير احد القادة البارزين لدولة اسرائيل ولعب دورا هاما في تأسيس الدولة وخدمتها بإخلاص وتفان منقطع النظير طوال حياته.
كان يتسحاق شمير من خيرة الناس بكل ذرة من كيانه وكان مخلصا لعقائده وقدوة لرجل مبادئ في كل منصب شغله. وكانت لي الحظوة ان اكون على معرفة شخصية به وسأحمل معي دائما ذكراه ومساهمته في الدولة.
فيما يلي البيان الذي أدلى به رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت صباح امس: "أرجو الوقوف دقيقة صمت حداداً على روح يتسحاق شامير رئيس الوزراء السابع لدولة إسرائيل الذي وافته المنية أمس". وأود الحديث بعدة كلمات عن الراحل يتسحاق شامير (بالطبع سأوسع الكلام غداً في مراسم [الجنازة] الرسمية في [مقبرة عظماء الأمة] على جبل هرتصل..) مستهلاً بقصة تدل كثيراً على طبيعة يتسحاق شامير: إذ كان وفد من أعضاء الليكود قد وصل ذات يوم إلى ديوان رئاسة الوزراء طالبين دفع ترشيح أحدهم لمنصب معين ، وكانت الساعة ظهراً حيث استقبلهم يتسحاق شامير وثبت له أنهم مجموعة كبيرة من الناس يأتون في عز النهار ، وعندها قال لهم بالحرف الواحد (ماذا أنتم فاعلون هنا؟ إذهبوا إلى العمل!) ، حيث يدل هذا الكلام على نهج الرجل بدليل قاطع – إنه كان رجلاً يتصرف بدون تكليف ، كما أنه كان رجل الحقيقة المتميز بالبساطة والاستقامة بالإضافة – طبعاً – إلى موارد القوة الداخلية الشديدة التي كان يملكها.
كان المرحوم يتسحاق شامير من جيل العمالقة الذين أقاموا دولة إسرائيل ، كما أنه أفنى عمره وكرس طاقاته لضمان قيام الدولة وتأمين حرية شعب إسرائيل وضمان أمن المواطنين الإسرائيليين فضلاً عن تحقيق [حلم] جمع الشتات [اليهودي في البلاد]. ويهمّ إدراك حقيقة الدور الحاسم – حرفياً – الذي لعبه الراحل شامير في تحويل مئات الآلاف من اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق إلى البلاد ، ذلك لأنه تعامل بمنتهى الهمة مع الإدارة الأميركية لجعل أرض إسرائيل – أو دولة إسرائيل – محطة الخروج الأولى بالنسبة لهؤلاء المهاجرين. إنه قال آنذاك (فليأتوا أولاً إلى البلاد ثم يختاروا [وُجهتهم] بعد اطّلاعهم على الخيارات المتوفرة هنا) ، علماً بأنه ما من شكّ في أنه تمكن من خلال هذا الإصرار من تغيير مصير الدولة كونه قد ضمن إلى حد بعيد وصول حركة الهجرة المباركة هذه بكل عظتمها وثقلها إلى البلاد ، كما أن هناك دليلاً دامغاً على صحة موقفه لأن الغالبية المطلقة من هؤلاء [المهاجرين] قد استقروا في البلاد.
كما كان [الراحل شامير] مسؤولاً عن استقدام 15 ألف يهودي من أثيوبيا في عملية واحدة الأمر الذي عبّر أيضاً عن التزامه العميق بالعقيدة الصهيونية والمستقبل اليهودي. إنه اتّسم أيضاً بصرامة موقفه وتصوراته السياسية ، رغم ذهابه إلى مدريد [يقصد رئيس الوزراء قرار الراحل يتسحاق شامير المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991]. ويعني الأمر أنه عرف كيفية الدمج ما بين منطلقاته العقائدية القوية – لا بل الصارمة – الخاصة بأرض إسرائيل وكل ما يرتبط بها – وبين الانخراط بعملية السلام. لقد شاركتُ بنفسي في ذلك المؤتمر [مؤتمر مدريد الآنف الذكر] حيث شهدت الإجراءات والقرارات التي اتخذها علماً بأنها اتّسمت بالتروي والتوازن. وبالتالي أعتبره رجلاً وضع حقيقةً مصلحة الدولة نصب عينيْه وتصرف من أجل تحقيق هذه المصلحة كما أدركها.
إننا فقدنا رجلاً وطنياً يهودياً كان من الزعماء الأشد رسوخاً وثباتاً الذين تمتع بهم شعب إسرائيل. إنه لم يملك قوة الشخصية الكاريزمية لكن سلوكه كان ينمّ عن القوة الداخلية التي تزيد أهمية عن أي شيء آخر.
فيما يتعلق ببعض المقولات التي أدلى بها إزاء الجيران [العرب] ولا سيما ما يتعلق بالفصل ما بين البحر والبرّ [يعقب رئيس الوزراء هنا على المقولة الشهيرة التي أدلى بها شامير فيه حينه قائلاً إن "العرب ها هم العرب أنفسهم كما البحر ها هو البحر نفسه" مشيراً إلى عدم حصول أي تغيير حقيقي في رغبة العرب في القضاء على إسرائيل] ، وهي المقولات التي جعلته في حينه عرضة لموجات حادة من الانتقاد لا بل الاستهزاء ، فقد أصبح اليوم بالطبع عدد أكبر بكثير من الناس الذين يفهمون أن الرجل [أي يتسحاق شامير] كان قد اطّلع على أمور أساسية وحقيقية دون أن يخضع لموضة الساعة أو يلوي الحقيقة من أجلها. ولذا أعتقد بأنه يجدر بنا أن نكرّم سواء في مراسم [الجنازة] غداً أو في الجلسات الخاصة التي نعقدها اليوم ذكرى يتسحاق شامير كونه أحد بناة دولة إسرائيل ومن المدافعين الأكثر إخلاصاً عنه."