يوم الذكرى السنوية للكارثة اليهودية

يوم الذكرى السنوية للكارثة اليهودية

  •    

  •  
     
    يذكر العالم اليوم الذكرى السنوية للكارثة اليهودية أثناء الحرب العالمية الثانية، التي من خلالها ذبح ستة مليون نسمة، ما يعادل ثلث الشعب اليهودي أنداك. وحددت منظمة الامم المتحدة يوم الذكري بتأريخ 27 من شهر كانون الثاني من كل عام، لأن في هذا اليوم قبل سبعين عام بالتحديد حرر الجيش السوفياتي معسكر الابادة اوشفيتس في بولندا، الذي يعتبر أكبر وأهم الرموز للمحرقة اليهودية.
    مع تحرير المعسكر كشف العالم الأفعال الفظيعة التي قام بها النازيون. وفعلا وضعت هذه الافعال مراة أمام الجنس البشري والامم المختلفة وجعلها تخجل بسبب سكوتها وحتى اشتراكها في هذه الجرائم البشعة. واليوم تعترف عشرات الدول بواجبها لذكر الهولوكوست اليهودي ولمنع إخفاءها. حتى تطرحها كموضوع تعليمي واجبي في المدارس وحتى تعترف بخوضها في الجرائم.
    حقيقة، ابادة الشعب اليهودي في اوروبا وفي بعض الدول في شمال افريقيا هي أبشع وأكثر مجزرة مخطط لها في تأريخ البشرية، لأن النازيون قتلوا كل يهودي، كل من كان طفل او عجوز، رجل او مرأة، الذي قبضوا عليه، وذلك فقط بسبب كونه يهودي وليس لأي سبب أخر.
    ويؤكد ان صناعة الموت النازية تطورت على أسس العواطف اللاسامية الغير مبررة في اوروبا وعلى ايديولوجية الكراهية المجردة من أي منطق. ومثل ما يصرح به قرار الامم المتحدة: "تكون الكارثة اليهودية للأبد انذار لجميع الشعوب البشرية من الخطر الموجود بالكراهية بلا سبب والغير مبررة، العنصرية والآراء المسبقة".
    ولكن للأسف اللاسامية حاضرة في عالمنا. الأعمال الارهابية ضد اهداف يهودية في اوروبا الغربية والهجومات ضد اسرائيل في بعض المؤسسات الدولية تثبت ان اللاسامية غيرت صورتها ولكن بقيت خطيرة وشرسة. حتى اليوم هناك مبشرون من أجل ابادة الشعب اليهودي بدون أي جهة تردعهم من ذلك. وخلال الوقت الراهن، مهم جدا ان نتعلم الدرس من الماضي وان زعماء العالم يمنعوا اللاسامية الراهنة من ان ترفع راسها القبيح بل يمكنوا اليهود في الدول المختلفة ان يعيشوا بأمن وامان وبدون خوف من العنف واللاسامية.